خلقت الدعوة التي وجهتها سلطات السعودية الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جوا على الساحة المحلية والاقليمية بخاصة انها الزيارة الأولى التي سيقوم بها بطريرك ماروني للسعودية، حيث كان هدف الزيارة إطلاق حوار يمهد لثقافة بعيدة عن الإرهاب والتطرف، لكن بعد الاحداث السياسية الاخيرة واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، تحولت الزيارة "من دينية الى دينية سياسية وطنية"، بحسب ما اكدت مصادر "النشرة"، اعتبرت ان هذه "الزيارة ممكن تكون بادرة حل لهالاحداث".
المتحدث باسم البطريرك الماروني وليد غياض، كشف لـ"النشرة"، عن جدول اعمال زيارة الراعي الى السعودية الذي سيلتقي خلالها مع الجالية اللبنانية في السفارة اللبنانية، ومع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان كما سيكون هناك لقاء مع الحريري.
ولفت غياض الى ان "الزيارة تاريخية وتحمل بعدا اضافيا وطنيا بعد المستجدات الاخيرة بعد الاستقالة"، متمنيا "ان تكون زيارة الراعي مناسبة لاصلاح الوضع، وان تكون نتائجها ايجابية لراحة الوضع الداخلي ونتأمل عودة الحريري".
اذا الراعي سيتوجه بداية الاسبوع المقبل إلى السعودية، في ظل تحميل الرئيس ميشال عون للراعي رسالة بأن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة صراع. في هذا الاطار، اشار غياض الى ان "عنوان الرسالة الكبير هو تحييد لبنان عن الصراعات ودخوله في المحاور الاقليمية لان لبنان يرفض الدخول بأي محور ويرفض الدخول في حرب ويسعى ان يكون نموذجا عن العيش المشترك".
مع تأكيد مغادرة الراعي للسعودية، اصوات عدة عارضت هذه الزيارة بظل الاوضاع الحالية، وبهذا الاطار، اكد غياض ان "في كل زيارة يقوم بها الراعي يبرز مؤيدين ومعارضين، والراعي هو الذي يأخذ قراره ويضع ايجابيات وسلبيات كل عمل لديه"، مؤكدا ان "اللقاء افضل من عدم اللقاء ، والتقارب افضل من المقاطعة"، لافتا الى ان "هناك شبه اجماع وطني حول زيارة الراعي نظرا لما تحمله من قيم روحية وانسانية ومن رسالة ايجابية للتقارب بين الشعوب".
اذا الانظار ستتجه الى نتائج زيارة الرعي الى السعودية واذا سيتم معرفة أي خبر عن الحريري، بعد مرور نحو اسبوع على استقالته وغبابه عن الاراضي اللبنانية ، فهل سيكون حل الازمة بيد الراعي؟